الاثنين، 31 مارس 2014

الرسول صلى الله عليه وسلم وخطيب الأوقاف

الرسول صلى الله عليه وسلم وخطيب الأوقاف
ذكر الشيخ أحمد شاكر –رحمه الله- في كتابه (كلمة حق) وتحت عنوان (جهل وسوء أدب، ثم إصرار ووقاحة وغرور) قصة عاصرها لخطيب تابع لوزارة الأوقاف وكان غرضه من القصة أن يأخذ منها الكاتب المعروف حينها محمد زكي عبد القادر العظة والعبرة وذلك بعد انتقاصه لمقام النبوة.. وهذه هي القصة منقولة من الكتاب المذكور آنفاً:
كان الشيخ طه حسين(1) طالبا بالجامعة المصرية القديمة حين كانت متشرفة برئاسة سمو الأمير فؤاد. و تقرر إرساله في بعثة إلى أوروبة، فأراد السلطان حسين أن يكرمه بعطفه و رعايته، فاستقبله في قصره استقبالا كريماً، و حباه هديةً قيمةَ المغزى و المعنى.

الأحد، 30 مارس 2014

توبة فتاة متبرجة

توبة فتاة متبرجة
تقول هذه الفتاة :
 تسع بنات وخمس ذكور هم عدد أفراد أسرتي بالإضافة إلى الوالدين.. كان همّ الوالدة الأكبر هو تزويج البنات التسع، وقد شاع في مجتمعنا الفاسد أنّ البنت لكي تجد عروساً لا بد أن تتعرى باللبس القصير! وتتجمل بالماكياج! وتصفّف شعرها على أحدث خطوط الموضة!!
  عشنا الفساد بأكمله.. تزيّنا.. وخرجنا بأحدث زينتنا، وكنا فرائس لذئاب بشريّة.. هذا بنظرة، وذاك بكلمة.. وكل على شاكلته..

الجمعة، 28 مارس 2014

الصبر طيب

الصبر طيب
تخرج من كلية الحقوق فمارس المحاماة ردحاً من الزمن، ثم تسلم وظيفة كتابية في إحدى المحاكم، وكانت وظيفته في قضاء من أقضية لواء بغداد.
وكانت المسافة بين مقر وظيفته في المحكمة، وبين مدينة بغداد لا تزيد على الستين كيلو متراً، فكان يزور بغداد في عطلة نهاية الأسبوع. يتحرك من مكانه بعد انتهاء الدوام الرسمي من ظهر يوم الخميس، فيصل إلى بغداد بعد ساعة واحدة بالسيارة، فيقضي مساء الخميس ويوم الجمعة في بغداد، ثم يعود إلى عمله فجر يوم السبت من كل أسبوع.

الاثنين، 24 مارس 2014

قصة اللي استحوا ماتوا!

قصة اللي استحوا ماتوا!
أصل القصة أن الحمامات التركية القديمة كانت تستعمل الحطب والأخشاب والنشارة لتسخين أرضية الحمام وتسخين المياه لتمرير البخار من خلال الشقوق.
وكانت قباب معظم الحمامات ومناورها من الخشب، وحدث أن حريقاً شبّ في حمام للنساء، وحيث إن الحمام مخصص للنساء فقد اعتادت الكثيرات منهن على الاستحمام عاريات لا يسترهن إلا البخار الكثيف. وعندما حصل الحريق هربت كل امرأة كاسية (يعني لابسة هدوم)، أما النسوة العاريات فقد بقين خشية وحياءً، وفضّلن الموت على الخروج.
وعند عودة صاحب الحمام هاله ما رأى، وسأل البواب: هل مات أحد من النساء؟
فأجابه البواب: نعم.... فقال له: من مات؟
أجاب البواب: اللي استحوا ماتوا...
لو كنا في هذه الأيام هل كان يموت أحد؟!

ـــــــ

المصدر: قصص علمتني الحياة الجزء3  إعداد محسن جبار.

همة طفل..قصة رائعة

همة طفل..قصة رائعة
كلَّ يوم جمعة، وبعد الصلاة، كان الإمامُ وابنُه البالغ من العمر إحدى عشرة سنة من شأنه أن يخرج في بلدتهم في إحدى ضواحي أمستردام، ويوزع على الناس كتيباً صغيراً بعنوان (الطريق إلى الجنة)، وغيره من المطبوعات الإسلامية.
وفي أحد الأيام بعد ظهر الجمعة، وقد حان وقت نزول الإمام وابنه إلى الشوارع لتوزيع الكتيبات، وكان الجو بارداً جداً في الخارج، فضلاً عن هطول الأمطار، ارتدى الصبي كثيراً من الملابس حتى لا يشعر
بالبرد، وقال:(حسناً يا أبي، أنا مستعد!) سأله والده:(مستعد لماذا؟)، قال الابن:(يا أبي، لقد حان الوقت لكي نخرج لتوزيع هذه الكتيبات الإسلامية). أجابه أبوه:(الطقس شديد البرودة في الخارج، والسماء تمطر بغزارة).
أدهش الصبي أباه بالإجابة وقال: ولكن يا أبي، لا يزال هناك ناس يذهبون إلى النار مع أنها تمطر.
أجاب الأب: حسناً؛ لن أخرج في هذا الطقس.
قال الصبي: هل يمكن يا أبي أن أذهب أنا من فضلك لتوزيع الكتيبات؟
تردد والده للحظة ثم قال: يمكنك الذهاب. وأعطاه بعض الكتيبات.
قال الصبي: شكراً يا أبي!
مع أن عمر هذا الصبي أحد عشر عاماً فقط، إلا أنه مشى في شوارع المدينة في هذا الطقس البارد الممطر لكي يوزع الكتيبات على من يقابلهم من الناس، وظل يتردد من باب إلى باب حتى يوزع تلك الكتيبات.
بعد ساعتين من المشي تحت المطر، بقي معه كتيب واحد، وظل يبحث عن أحد المارة في الشارع لكي يعطيه إياه، ولكن الشوارع كانت مهجورة تماماً. فكان أن استدار إلى الرصيف المقابل لكي يذهب إلى أول منزل يقابله حتى يعطيهم الكتيب.
ودق جرس الباب، ولكن لا أحد يجيب ..
أعاد الطرق على الباب، ولكن ما من أحد يجيب، فعزم أن يرحل، ولكن شيئاً كان يمنعه.
مرة أخرى، التفت إلى الباب ودق الجرس، وأخذ يطرق على الباب بقبضته بقوة، وهو لا يعلم ما الذي جعله ينتظر كل هذا الوقت، وظل يطرق على الباب..وأخيراً..فُتح الباب ببطء.
كانت تقف عند الباب امرأة كبيرة في السن، وتبدو عليها علامات الحزن الشديد، فقالت له: ماذا أستطيع أن أفعل لك يا بني؟
قال لها الصبي الصغير، ونظر إليها بعينين متألقتين، وعلى وجهه ابتسامة أضاءت لها العالم: سيدتي، أنا آسف إذا كنت أزعجتك، ولكن فقط أريد أن أقول لك إن الله يحبك حقيقة، ويعتني بك، وجئت لكي أعطيكِ آخر كتيب معي، والذي سوف يخبرك كل شيء عن الله، والغرض الحقيقي من الخلق، وكيفية تحقيق رضوانه .
ناولها الكتيب، وهمَّ بالانصراف، فقالت له: شكراً لك يا بني! وحياك الله!
في الأسبوع التالي، بعد صلاة جمعة، ألقى الإمام محاضرة، وعندما انتهى منها سأل: هل لدى أي شخص سؤال، أو يريد أن يقول شيئاً؟
ببطء، وفي الصفوف الخلفية، وبين السيدات، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقول: لا أحد في هذا الجمع يعرفني، ولم آتِ إلى هنا من قبل، وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمة، ولم أفكر أن أكون كذلك. لقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة، وتركني وحيدة تماماً في هذا العالم..ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارد جداً وكانت تمطر، قررت أن أنتحر؛ لأنه لم يبقَ لدي أي أمل في الحياة، لذا أحضرت حبلاً وكرسياً، وصعدت إلى الغرفة العلوية في بيتي، ثم قمت بتثبيت الحبل جيداً في إحدى عوارض السقف الخشبية، ووقفت فوق الكرسي، وثبت طرف الحبل الآخر حول عنقي، لقد كنت وحيدة ويملؤني الحزن، وهممت أن أقفز، فسمعت فجأة صوت جرس الباب في الطابق السفلي، فقلت: سوف أنتظر لحظات ولن أجيب، وأياً كان من يطرق الباب فسوف يذهب بعد قليل.
انتظرت ثم انتظرت حتى ينصرف من بالباب، ولكن كان صوت الطرق على الباب ورنين الجرس يرتفع ويزداد. قلت لنفسي مرة أخرى: من على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟ لا أحد على الإطلاق يدق جرس بابي، وما من أحد يأتي ليراني!.
رفعت الحبل من حول رقبتي وقلت: أذهب لأرى من الذي يدق الجرس والباب بقوة، وبهذا هذا الإصرار.
عندما فتحت الباب لم أصدق عيني، فقد كان صبياً صغيراً، وعيناه تتألقان، وعلى وجهه ابتسامة لم أر مثلها من قبل، حقيقة لا يمكنني أن أصفها لكم.
الكلمات التي جاءت من فمه لامست قلبي، الذي كان ميتاً ثم قفز إلى الحياة مرة أخرى، وقال لى بصوت حنون: سيدتي، لقد أتيت الآن لكي أقول لك إن الله يحبك حقيقة ويعتني بك. ثم أعطاني هذا الكتيب الذي أحمله (الطريق إلى الجنة) وكما أتاني هذا الملاك الصغير فجأة اختفى مرة أخرى، وذهب من خلال البرد والمطر، أما أنا فأغلقت بابي، وبتأنٍّ شديد قمت بقراءة كل كلمة في هذا الكتاب. ثم ذهبت إلى الأعلى، وقمت بإزالة الحبل والكرسي؛ لأنني لن أحتاج إلى أي منهما بعد الآن.
ترون؟ أنا الآن سعيدة جداً لأنني عرفت الإله الواحد الحقيقي. ولأن عنوان هذا المركز الإسلامي مطبوع على ظهر الكتيب، جئت إلى هنا بنفسي لأقول لكم: الحمد لله، وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جاءني في الوقت المناسب تماماً، وبه تم إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم. لم تبق في ذاك المسجد عين لم تدمع، وتعالت صيحات التكبير...الله أكبر...
نزل الإمام الأب من على المنبر، وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس ابنه..هذا الملاك الصغير..واحتضنه بين ذراعيه، وأجهش في البكاء أمام الناس دون تحفظ. ربما لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بابنه مثل هذا الأب.
أين نحن من همة هذا الابن؟ كم تمنيت أن أكون ذلك الطفل.
فإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها..الأجسام.

ـــــــ

المصدر: قصص علمتني الحياة الجزء3  إعداد محسن جبار.